عندما يُشخّص لدى الطفل وجود تشوّه قلبي ولادي فذلك يعني أن الطفل قد ولد مع وجود خلل في بُنية القلب، وهذه التشوهات هي عبارة عن مجموعة من الأمراض والتشوهات الخلقيّة التي تُصيب القلب والتي تحدُث خلال الحياة الجنينيّة، وقد يكون المرض بسيطاً كالثقب الأذيني أو البطيني، أو معقّداً وخطيراً بحيث يحتاج لتدخّل جراحي مبكّر.
وللحديث أكثر عن هذا المرض وعن أبرز ما يقدمه قسم الأطفال في مستشفى الجامعة الأردنية من إجراءات متميّزة تتعلّق بهذا المرض وبعلاجه أوضح الدكتور إياد العمّوري استشاري أمراض قلب الأطفال ومدير دائرة طب الأطفال في المستشفى بأنّ مرض التشوهات الخلقيّة لقلب الأطفال هو من أكثر التشوهات شيوعاً وقد تكون نسبة الإصابة به في المملكة عالية نسبيّاً مقارنةً بالنسب العالميّة حيثُ أنّ النسبة في الأردن تصل إلى إصابة (12 طفل) من كل (1000 طفل) بينما تصل النسب العالميّة إلى إصابة (6-8 أطفال) من كل (1000 طفل).
وبيّن الدكتور العمّوري بأنّ هذا المرض يمكن اكتشافه قبل الولادة عن طريق إجراء صورة بالأمواج الصوتيّة لقلب الجنين، أو يمكن اكتشافه بعد الولادة مباشرةً عن طريق ملاحظة عدّة أعراض على الطفل أهمّها ازرقاق لون الجلد وصعوبة التنفّس، كما يمكن اكتشافه بالصّدفة عبر وجود علامات مرضيّة أثناء الفحص السريري للمواليد، كما أكّد الدكتور العمّوري بأنّ السّبب الرئيسي وراء هذا المرض لا يزال غير معروف بشكل دقيق وهذا ما يُصعّب إيجاد طريقة واضحة للوقاية منه، ولكن عادةً ما يُنصح بالتغذية المتوازنة للأم الحامل والمحافظة على الفيتامينات التي تُعطى لها خلال فترة الحمل، وعدم أخذ أي أدوية دون استشارة الطبيب، علاوةً على ضرورة المتابعة المبكّرة للحمل.
وأشار الدكتور العمّوري إلى أنّ هناك حالات يمكن علاجها بالتدخل غير الجراحي وذلك عن طريق القسطرة، ويمكن إجراؤها لعدد كبير من التشوّهات مثل الفتحات القلبيّة، مشاكل الصمّامات وتضيّق الشرايين الرئيسيّة في القلب، أما فيما يخص الحالات المعقدة فيتم علاجها بالتدخّل الجراحي مثل عمليّات القلب المفتوح والتي تكون فيها نسبة النجاح بشكل عام عالية.
وحول أبرز الإجراءات المتميّزة التي يقوم بها قسم الأطفال في هذا المجال بيّن الدكتور العمّوري بأنه وخلال السنوات العشر الأخيرة قام القسم بعدّة إجراءات أهمها إغلاق الفتحات الأذنيّة والبطينيّة عن طريق القسطرة، استخدام تقنيّة الشّبكات القلبيّة للمواليد الذين يحتاجون القناة الشريانيّة الخلقيّة في بعض الأحيان، استخدام القسطرة لعلاج الانسداد الكامل في الصمّام الرّئوي وكذلك تضيّق الصمّام الرّئوي والأبهر، بالإضافة إلى استخدام تقنيّة الشّبكات لتوسيع التضيّق في الشّريان الأبهر، وغير ذلك من الإجراءات التّداخُليّة عن طريق القسطرة، وتُجرى هذه الإجراءات تحت التخدير العام أو الموضعي ، وتستغرق ما بين (30 دقيقة إلى ساعتين) وعادةً ما يبقى المريض بعد العمليّة لمدة لا تزيد عن (48 ساعة) في المستشفى.
بقلم:سناء الشرع